وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
طفلتي المسكينة التي لم أرى وجهها من يومها ولم أسأل عن اسمها حتى أو عن عمرها كم تبلغ منه. لكني أحببت كيانها و رقتها و نبرات صوتها, أظنها كانت في السابعة تقريبا أو هكذا.. كانت في جهتي اليمين جالسة على الدرج الخشبي الأبيض , تركتها أمها هناك حتى تشغلها بالجلوس مع الأطفال و ذهبت هي تبحث عن مكان وسط الازدحام الشديد وليس الغريب لصغيرة في عمرها أن تجد صغارا مثلها و لا تلعب و تمرح معهم. فبدأت في اللعب معهم هنا هناك و ضحكاتهم السمحة البريئة تتعالا بين الحين والحين , مضى زمن عن ذاك الوقت ثم بعدها استغربت لبرهة فما بالي أراها قد تحولت وذهبت فجأة برائتها و حيويتها الجميلة فأصبحت مطنبة الرأس وكأنها خائفة, حزينة وكأنها كارهة لشيء ما.. لم أشك في قراءتي لتراسيم وجههاعن حالتها التي غمرتها فلطالما تمكنت من فهم خفايا وجوه الآخرين و ما يجول في خواطرهم, بقيت أنظرها لبرهة معدودة ثم أصرفت عيني لأعود للصلاة. فإن امرأة كانت مصدر التحول الشنيع الذي طرأ لطفلتي الجميلة. كانت من الاتي تميزن بطبع شديد عنيف مخيف. ولم تقصر, أتت إليها معنفة عنفا غليظا أما...