وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
طفلتي المسكينة التي لم أرى وجهها من يومها ولم أسأل عن اسمها حتى أو عن عمرها كم تبلغ منه. لكني أحببت كيانها
و رقتها و نبرات صوتها, أظنها كانت في السابعة تقريبا أو هكذا.. كانت في جهتي اليمين جالسة على الدرج الخشبي الأبيض , تركتها أمها هناك حتى تشغلها بالجلوس مع الأطفال و ذهبت هي تبحث عن مكان وسط الازدحام الشديد
وليس
الغريب لصغيرة في عمرها أن تجد صغارا مثلها و لا تلعب و تمرح معهم. فبدأت في اللعب معهم
هنا هناك و ضحكاتهم السمحة البريئة تتعالا بين الحين والحين ,
مضى زمن
عن ذاك الوقت ثم بعدها استغربت لبرهة فما بالي أراها قد تحولت وذهبت فجأة برائتها و حيويتها الجميلة فأصبحت مطنبة الرأس وكأنها خائفة, حزينة وكأنها
كارهة لشيء ما..
لم أشك
في قراءتي لتراسيم وجههاعن حالتها التي غمرتها فلطالما تمكنت من
فهم خفايا وجوه الآخرين و ما يجول في خواطرهم, بقيت أنظرها لبرهة معدودة ثم أصرفت
عيني لأعود للصلاة.
فإن امرأة كانت مصدر التحول الشنيع الذي طرأ لطفلتي الجميلة. كانت من الاتي تميزن بطبع شديد عنيف مخيف. ولم تقصر, أتت إليها معنفة عنفا غليظا أمام الملأ الكبير هي والأطفال عنفا لفظيا قاسيا بصوت حاد.
فيا
طفلتي المسكنية !
حزنت
لحالتها كثيرا و أنا أنظر لتغير وجهها, والخجل و الكره للمكان و لمن فيه قد كساها.
لماذا كل هذا ؟
لأنها لعبت
…
المشكل
ليس في شغبها. فهذا يمكن إصلاحه كعقابها بسياسة فطنة و رزينة دون جرحها بهاته
الطريقة فإنني أكثر ما أخاف منه هو أن تكره هذه الطفلة المجيء مرة أخرى للمسجد
وتبغظ الناس الآتية إليه سببا في هذا الموقف الذي حصل لها و الذي سيطبع في ذاكرتها
و لن تنساه عند كبرها
أسفا إننا
نغفل في بعض تصرفاتنا مع الآخر و مع الأطفال خاصة أنها ستحفظ في ذاكرتهم و سيتجدد الموقف في
عقولهم بعد سنين خاصة في مثل هذه المواقف التي فعلا تحتاج تبشيرا لا تنفيرا و لينا لا عبوسا وطيبا لا غلظة.
عقولهم بعد سنين خاصة في مثل هذه المواقف التي فعلا تحتاج تبشيرا لا تنفيرا و لينا لا عبوسا وطيبا لا غلظة.
أتذكر
أنني أحببتها وأحببت براءتها وشغبها. و أشفقت طويلا لحالها وأنا أتساءل عن حالها كيف ستكون في المستقبل.
دعوت الله أن يحبب لها الإيمان و الإسلام في قلبها و أن تميل لبيوت الرحمان و يكره إليها الكفر و الفسوق و العصيان.
دعوت الله أن يحبب لها الإيمان و الإسلام في قلبها و أن تميل لبيوت الرحمان و يكره إليها الكفر و الفسوق و العصيان.
هذه
طفلتي التيّ ِملت لها ذاك اليوم و أحسست بقربها لي ورغبت لو أطمأنها وأمسح على رأسها لكني نسيت الآن وجهها بعد أكثر من سنة لكن الحادثة ظلت ببالي ولعلها درسا لي حتى لا أتصرف بالطريقة التي طرأت من السيدة فائضة اللطافة .
يقول الله :
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ.
اللهم لا تجعلنا ممن غلظ قلبه على الناس و أصلح حالنا واجعلنا من المصلحين .
آمين .
Commentaires
Enregistrer un commentaire