حياة المدن الكبرى
حياة المدن الكبرى حياة تلزمنا لوقوف لبرهة و النظر في ما حولنا . سرعة في الحركة و بطء في التعقل. العمل المتواصل و الراحة المتقطعة. انشغال الوقت و فراغ الروح. مختصر تناقض كل هاته اللولبيات الدائرية في الحياة العصرية حياة تجهد النفس البشرية و تقطعها تخرجك من إنسانية عالمك الخاص المبني برقة الروح و سلاسة طيبة القلوب إلى اللامبالاة بهيكلية داخلك و صفائه . تجعل منك آلة يلتهمها الوقت على كامل مدار اليوم تخرج مسرعا صباحا بدون التجاء لركن السجادة و تعبئة بطارية الروح و لا فطور يبسط للجسم قوة و لا استنشاق لهواء نقي في جلسة تريح البال و تملؤ العقل هواء يعينه على العلم و الأدب . هذا زمانا كنا قد تعودنا عليه اتخاذا بحياة أجدادنا و بسير الصالحين الأبرار خروج مسرع دوام يمضي. استراحة صغيرة وأنت واقف باستعجال ثم رجوع إلى الدوام. من ثمة الخروج مسرعا للحاق شراء بعض المستلزمات بعجالة ركضا للعودة .. الوقت تأخر .. الدنيا أظلمت . تشير ناظرا للوقت فتنتبه أن ساعة من الزمن قد مضت على أذان المغرب.. تتذكر فواتك لصلاة العصر .طيب لابأس قائلا...