.وَ يتعجّب المرء من نَفسِه مرّة تِلو الـأُخرَى يُوشِك أن يَجهلَ نفسَها .ويعجز أحيانا كثيرة من أن يفهمها ويتعامل معها يقف أمامها بسكون عجيب يتأملها و هي تتفلت من بين يديه وتدير له ظهرها وكأنها لم تعرفه يوما و لم تأنس به لحظة وعند كل حالة , يدخل المرء في دوامة التساؤلات العجيبة و المتاهات المتشابكة التي لا يفتأ يمسك بشئ منها حتى ينفلت من عند البعض اللأخرأشياء أكثر عندها يجد نفسه وسط فضاء من الضياع المتكون ابتداء بروحه مرورا بقلبه انتهاء بعقله و جسده. هكذا هو الأدمي متقلب بطبعه عنيد بروحه الخفيفة مقتون بدنيا الفناء منجذب لاغراءات الزمان ساهيا عن علة الوجود و سر هذا الكيان متبعا لما آلف عليه الناس .وإنا لنعوذ من عقل قيد عن فهم كيان الإنسان